والمقصود هنا هي اللجنة التي أعلن عنها رئيس الوزراء برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الاعلي لتنظيم الإعلام، لتطوير الإعلام مسموعا ومرئيا ومكتوبا ومواقع إلكترونية وما يستجد.
والتشكيل في حد ذاته أثار شجونا وشكوكا.
فالأسماء من كل الأطياف والتيارات المتعارضة، وحتى نقابة الصحفيين لم تمثل إلا بشخص واحد.. هو نقيبها خالد البلشي.
عندك مثلا .. ناس من أيام السادات وناس من أيام مبارك ومرسى وحتى الآن.
عندك ناس ناهزوا الثمانين.. وأصغرهم في الغالب تعدى الستين .
عندك ناس طيلوا لمبارك وهتفوا ضده.. وكانوا سببا رئيسيا في نكسة الإعلام كله في عهده، ثم تقدموا طابور ثورة 25 يناير.. وساندوا مرسي وجماعته وانقلبوا عنه.. ومازالوا يمارسون دورهم في التطبيل لكل صاحب كرسي، دون كلل ولا ملل.. وبموهبة يحسدون عليها.
وعندك ناس.. لاتقوى أقدامها علي السير لعدة أمتار.. وتطلب منها تطوير إعلام طويل عريض.. أكل عليه الزمان وشرب.
وعندك ناس معادية بطبيعتها لحرية الرأى والكلمة من أساسه.. وتربت في مدرسة الصوت الواحد والإعلام الموجه.. وأهل الثقة لا الخبرة .. واللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش .
وعندك ناس تعمل بالريموت كنترول بالتوجيهات.. وكله تمام يا ريس.
وعندك ناس وده الأخطر.. ترى أن الإعلام سبوبة وإعلانات وفلوس رايحة وجاية.. وسلم لي علي الرسالة والقيم والهدف والوعى.. اللي واجعين بيه راسك وراسي ليل نهار.
وعندك 67 واحد وواحدة.. كم ستخصص لهم من ميزانية، تكفي لتطوير المحتوى لكم وسيلة إعلامية.. واللا هو كم لا كيف.. ومال سايب وخلاص . وما تقوليش دول جايين متطوعين لله في الله وللوطن .
ثم أين الشباب وأصحاب المبادرات من الوجوه الجديدة.. لا من الوجوه القديمة التي عفي عليها الزمن، وصارت كروتا محروقة.. ينتدر عليها رجل الشارع .. ويطلق عليها النكات والألقاب.. ده طبال ده لامؤاخذة جاموسة وده بقرة .. ده داهية . ده وده وده .
ألا تستحون.. تعرفون الداء وتعرفون الدواء.. وتعرفون أن الحل في حرية الرأى وتطوير المحتوى ليعبر عن كل الناس في مصر.. ولا يكون الإعلامي فيه مندوب السلطة لدى المواطن الغلبان المغلوب علي أمره .. بل مندوب المواطن لدى السلطة الغاشمة.
أخشي أن أقول إن الجواب باين من عنوانه.. وهو الرقم67. الذى يعبر في ضمير المصريين عن شىء واحد لم ينجح الزمن في محوه .. وهو النكسة.
-----------------------
بقلم: خالد حمزة
[email protected]